ادعمنا
على مر عصور التاريخ، كانت التحالفات ظاهرة مركزية مستمرة في السياسة الدولية، سواء كان ذلك في العصور القديمة أو في وقتنا الحاضر نجد أن الدول تميل إلى إنشاء تحالفات بينها. وبالرغم من أن ظاهرة الأحلاف العسكرية تعود للعصور القديمة إلا أن قواعد القانون الدولي لم تتضمنها، وكان إنشاء عصبة الأمم في عام 1920 خطوة لإضافة صيغة الشرعية للأحلاف العسكرية، حيث كان من أحد الأهداف الرئيسية للعصبة إنشاء حلف عسكري يتضمن كل دول العالم وقد عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي ويلسون في مبادئه الأربعة عشر.
ولكن تراجع الرئيس ويلسن فيما بعد نتيجة لواقع العلاقات الدولية في ذلك الوقت، وهو ما ظهر في المادة 21 من ميثاق عصبة الأمم الذي نص على" الاتفاقيات الدولية التي تضمن استتباب السلام مثل معاهدات التحكيم والاتفاقيات الإقليمية كتصريح مونرو لا تعتبر منافية لأي نص من نصوص العهد"، حيث استخدم مصطلح الاتفاقيات الدولية أو الإقليمية عوضاً عن الأحلاف، وبذلك استمر الجدل حول شرعية الأحلاف العسكرية و لم يتم حسمه حتى الآن.
عرفت مجلة درع الوطن (المجلة العسكرية و الاستراتيجية) الحلف بأنه:"إلتزام تعاقدي بين عددٍ من الدول يوجه عادةً ضد دولة أو دول محددة أو فاعلين من غير الدول non-state actors، وينشأ عنه منظمة تعمل على تنفيذ أهدافه، وتتسم المنظمة عادةً بطابعٍ رسمي، وبوجود معاهدة أو اتفاق، وعليه، تضع نظرية الأحلاف شروطاً محددة".
ويتم تعريف الحلف في القانون الدولي والعلاقات الدولية على أنه علاقة تعاقدية، تشاركية بين دولتين أو أكثر، يتعهد أطرافها بتبادل المساعدات في حالة الحرب.
ويعبر المصطلح أيضاً عن "الإلتزام التعاقدي من النوع السياسي العسكري، المتبادل بين عدد من الدول، الموجّه ضد دولة محدّدة، ولو لم تكن مسمّاة، وتنشئ الأحلاف منظمات لمتابعة تنفيذ الأهداف المتفق عليها، وهي عادة تتسم بالطابع الرسمي، بتوقيع معاهدة، أو اتفاقية، والحلف يمثل تعبيراً عن مجموعة مصالح مشتركة بين الأطراف المتحالفة".
عرف المعجم القانوني لهنري كابتيان Henri Capitant الحلف على أنه: "معاهدة ترتبط بمقتضاها دولتان أو أكثر بأن يتبادلا النجدة إما بعمل عسكري أو بأية وسيلة أخرى إذا ما نشبت حرب تمس أيهما".
وقد عرف قاموس أوكسفورد للقانون الدولي العام oxford public international law التحالفات بأنها: " إتحاد رسمي أو رابطة بين الدول، عقد لتحقيق هدف مشترك من خلال العمل المشترك بينهم. و يمكن للتحالف أن يكون هُجُومِيًّا أو دِفَاعِيًّا بطبيعته."
ظهرت الأحلاف العسكرية لأول مرة في مصر الفرعونية، وكانت نتيجة الصلح الذي عقد بين رمسيس الثاني وملك الحيثيين في 1280 قبل الميلاد، عقب إنتهاء حرب الضروس، وكان لهذا التحالف طابع ديني أكثر منه عسكري.
وتطور المفهوم أكثر في عهد الإمبراطورية اليونانية ليشمل المفهوم العسكري حيث عقدت عدد من المدن اليونانية في ذلك الوقت فرق عسكرية للسيطرة على شبه الجزيرة الإغريقية.
وتطورت الأحلاف العسكرية على مر التاريخ، لتصل إلى شكلها الحالي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث فشلت منظمة الأمم المتحدة في ضمان الأمن والسلام في العالم، وإندلعت الحرب الباردة بين القطب الشرقي بقيادة الأتحاد السوفيتي والقطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعل الدول تلجأ إلى الأحلاف العسكرية والسياسية لضمان الأمن والسلم.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وبعد إنشاء منظمة الأمم المتحدة، ساد مفهوم الأمن الجماعي في السياسة الدولية، ولكن أثبت الواقع صعوبة تنفيذ هذا النظام خصوصاً مع الدول الكبرى التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، بسبب منح حق الاعتراض veto للدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهو حق الاعتراض على أي قرار دون إبداء الأسباب.
بذلك أصبح مفهوم الأمن الجماعي في منظمة الأمم المتحدة مقتصر على الدول التي تهدد السلام من دون الدول الكبرى. نتيجة لتلك الأسباب انتشرت فكرة الأحلاف العسكرية والمعاهدات ومواثيق الدفاع المشترك بين الدولة في أعقاب الحرب العالمية الثانية .
كان المحرك الرئيسي لانتشار الأحلاف العسكرية هو فشل الإدارة الدولية في إيجاد حل لأزمة برلين بين الاتحاد السوفيتي من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا من الجهة الأخرى عام1948. كان لارتفاع النفوذ السوفيتي في غرب أوروبا خُصُوصًا في اليونان والبرتغال، أثر على أثار الخوف والقلق على الجانب الأمريكي الأوروبي، ونتيجة لهذا الخوف دعا الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثون "هاري تورمان" إلى إرسال مساعدات عسكرية و اقتصادية لليونان والبرتغال .
كذلك أعلن الرئيس تورمان عن "خطة مارشال" والتي تهدف إلى تقديم المساعدات الأمريكية للنهوض باقتصاد قارة أوروبا . وكان فشل إدارة أزمة برلين هو الدافع المحرك لإعلان ميثاق بروكسل، التي تعهدت فيه كل من إنجلترا، بلجيكا، هولندا، فرنسا ولوكسمبورج بالتحالف إذا ما تعرضت إى دولة من دول الميثاق إلى اعتداء عسكري. ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الميثاق الذي تشكل على أساسه فيما بعد حلف شمال الأطلنطي في عام 1949.
يوجد عدة أسباب تدفع الدول إلى الانضمام في التحالفات العسكرية، فيقترح عالم التحالفات بول شرودرPaul Schroeder ثلاث أسباب لقيام الأحلاف العسكرية.
أَوَّلاً: التصدي لخطر أو تهديد يواجه الدول الأعضاء.
ثَانِيًا: تطوير ما يعرف بميثاق ضبط النفس للتعامل مع التهديدات.
ثالثا: تزويد الدول العظمى بأدوات إدارة للتحكم بالدول الأضعف.
ولكن طور العالم ستيفن والتز Stephen M. Walt أسباب قيام الأحلاف العسكرية لتشمل خمس أسباب رئيسية:
1- توازن القوى: حيث تقوم الدول بالتحالف مع بعضها البعض ضد عدو مشترك.
مثال: في أثناء الحرب العالمية الثانية تحالفت الإمبراطورية الروسية والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد دول المحور اليابان وألمانيا وإيطاليا. كما تكون حلف الناتو أيضاً على مبدأ توازن القوى ضد الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة.
2- التعمد: حين تتعرض الدول لهجوم أو خطر خارجي تلجئ إلى التحالف مع دول أقوى، والتي تكون لها احتمالية أكبر في الفوز، وتعتبر تلك النظرية هي النظرية المضادة لنظرية توازن القوى.
مثال: - تحالف إيطاليا مع ألمانيا في بداية الحرب العالمية الأولى بسبب أنها كانت تعتبر الأكثر قوة في أوروبا ولكن لَاحِقًا تحالفت إيطاليا مع بريطانيا وفرنسا والإمبراطورية الروسية بسبب ازدياد احتمالية فوزهم على ألمانيا.
3- الأيديولوجية: تعتبر تشابه الأيديولوجيات أو المصالح والقيم المشتركة من أهم دوافع الانضمام إلى الأحلاف العسكرية.
مثال: - انحياز الإمبراطورية الروسية إلى الصرب أثناء الحرب العالمية الأولى نظراً للتشابه الإيديولوجي بين الجانبين.
- نشأة جامعة الدول العربية على أساس التشابه الإيديولوجي والقيمي بين الدول العربية و تعتبر مثالاً آخر على التحالفات الإيديولوجية بهدف تعزيز ونشر الثقافة العربية.
4- المساعدات الخارجية: كلما زادت المساعدات الخارجية من دولة إلى أخرى زادت احتمالية دخول تلك الدولتين في تحالف، ولكن في تلك الحالة يصبح للدولة المصدرة للمساعدات سيطرة أكبر على الدولة المستقبلة.
مثال: - خطة الولايات المتحدة الأمريكية (خطة مارشال) لدعم التنمية السياسية والاقتصادية في قارة أوروبا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
5- الإختراق: كلما زاد اختراق دولة في أنظمة السياسة الداخلية لدولة أخرى، زادت احتمالية دخول الدولتين في تحالف.
مثال: - اختراق اللوبي الإسرائيلي الأنظمة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وممارسة الضغط عليها، أدى إلى الوصول للتدابير الحماية الأمريكية لإسرائيل.
6- الانفراج: تعد تلك النظرية هي النظرية الحاكمة في أوقات السلم العالمي، حيث تسعى دولتين بينهم عداء تاريخي ثنائي إلى تنمية علاقات ودية سلمية للحد من التوتر السائد بينهما. وتستدل تلك النظرية بحلف الناتو وأنه يعتبر وسيلة للسلام بين الدول المتحاربة تَارِيخِيًّا في أوروبا.
تنقسم الأحلاف العسكرية إلى فئتين، الفئة الأولى هي التحالفات الأمنية security alliance، أما عن الفئة الثانية فهي التحالفات متعددة الأطراف multilateral alliance، و يدور الاختلاف الرئيسي بين الفئتين على "الوعد بحماية أمنية غير قابلة للتجزئة".في حين تقوم التحالفات الأمنية على وعد المساندة والحماية الأمنية غير قابلة للتجزئة، لا تضمن التحالفات متعددة الأطراف هذا الوعد.
تتراوح الأهداف التي تقوم عليها التحالفات متعددة الأطراف من أهداف تعزيز الأمن إلى أهداف معالجة القضايا البيئة. وقد تتضمن التحالفات المتعددة الأطراف مكونات عسكرية، فتقوم الدول المنضمة إليها بتبادل المعلومات الاستخبارية، التدريبات العسكرية، وأنشطة عسكرية أخرى ولكنها تتوقف عند الوعد بالدفاع المشترك عند تعرض أحد الدول إلى تهديد أمني أو عسكري.
قام الكولونيل باتريك تي وارين Patrick T. Warren بدراسة أسباب تفكك 47 حلف عسكري من بعد عام 1500 بعد الميلاد و أرجع الكولونيل أسباب تفكك وأنهيار التحالفات العسكرية إلى أربعة أسباب رئيسية وهم:
1- هزيمة عضو من أعضاء التحالف: يعد هذا هو السبب الرئيسي لتفكك التحالفات، عندما يتم هزيمة عضو من الأعضاء أو لم يعد ذلك العضو موجود في نفس الحالة التي أنضم عليها في الحلف ،في تلك الحالة يتم تعديل الحلف أو تفكيكه تماما.
2- أختلاف أهداف واهتمامات أعضاء التحالف: ويتحقق هذا السبب عندما تتباعد مصالح الأعضاء في التحالف، بحيث يصبح تصرفات أحد الأعضاء غير مقبول من باقي أعضاء التحالف.
ويعد هذا السبب هو ثاني أكثر الأسباب شيوعاً لتفكك وحل الأحلاف العسكرية.
3- أختفاء التهديد أو الخطر: ويعد اختفاء الخطر أو التهديد الذي دعا من الأساس إلى تكوين التحالف العسكري من أحد أهم الأسباب إلى تفكك أو حل الحلف. ويعد هذا السبب هو السبب الرئيسي إلى تفكك الأحلاف الأمنية.
4- فشل أحد أعضاء الحلف في الالتزام بالاتفاقية: يميل أعضاء التحالفات العسكرية إلى تفكيك أو حل الحلف العسكري في حالة عدم إلتزام أحد أعضائه بمبادئ و أتفاقيات الحلف.
ووجد الكولونيل باتريك أن 45% من الأحلاف العسكرية تحت الدراسة تفككت بسبب هزيمة عضو من أعضاء التحالف أو اختفائه.
1- درجة توافق مصالح وأهداف أعضاء التحالف: وتعد درجة توافق المصالح من أهم شروط استمرار التحالفات الدولية نظراً إلى أن تلك التحالفات تقوم في الأساس لحماية المصالح والأهداف المشتركة بين الدول الأعضاء أو مواجهة التهديدات التي من الممكن أن تهدد تلك المصالح.
2- قدرة أعضاء التحالف على التكييف مع المتغيرات الدولية والداخلية: فهنالك الكثير من المتغيرات التي تصيب المجتمع الدولي وقد تأثر على التحالفات الدولية سواء بالسلب أو بالإيجاب، من ضمن هذه التغيرات، التغيرات التي تصيب موازين القوة سواء على نطاق إقليمي أو على نطاق عالمي.
3- التجانس السياسي والأيدولوجي بين أعضاء التحالفات الدولية: وظهر أهمية هذا الشرط خلال فترة الحرب الباردة، حيث كان للتجانس السياسي والأيدولوجي دوراً فعالاً في تقريب المواقف والسياسات التي دافعت عنها الأحلاف التي قامت خلال تلك الفترة ومكنتها من تجاوز الصعاب.
وتعد التحالفات التي تقوم بين الدول الديموقراطية أكثر أستقراراً من التحالفات التي تقوم بين الدول الشمولية أو غير الديموقراطية.
1- حلف شمال الاطلنطى NATO.
2- حلف وارسو Warsaw pact.
3- حلف بغداد CENTO pact.
4- حلف جنوب شرق أسيا SEATO pact.
5- حلف الريو Rio pact.
6- الأتحاد السوفيتي الصيني.
حلف شمال الاطلنطي North Atlantic Treaty Organization(NATO) :
نشأ حلف شمال الأطلنطي بناء على إعلان ميثاق بروكسل في يناير 1948، و قد كان الاقتراح مقدم من جانب كل من فرنسا وبريطانيا، وشارك أَيْضًا في الميثاق كل من بلجيكا- هولندا – لوكسمبورج.
تعاهدات الأطراف على عدة مبادئ من ضمنها:
1- إنشاء مجلس إستشاري.
2- التشاور في حالة واجهت أي دولة من دول الحلف خطر يهدد أمنها وأستقراراها.
3- أن تكون مدة الميثاق خمسون عاما.
أعلنت الأطراف المشاركة في ميثاق بروكسل رغبتهم في إنضمام الولايات المتحدة الأمريكية، و بالفعل تم التصويت على المقترح المقدم من السيناتور أرثر فوندنرج. وطالبت الولايات المتحدة الأمريكية توسيع نطاق الميثاق ليشمل شكل عسكري وإشراك المزيد من الدول وعددهم 6 دول ، وهم كندا- إيطاليا- النرويج- البرتغال- الدنمارك و
أيسلندا.
في 4 أبريل 1949، تم عقد أجتماع في واشنطون تضمن دول الموقعة على ميثاق بروكسل والولايات المتحدة والدول السته التى اقترحتها الولايات المتحدة وإنتهى الأجتماع بالتوقيع على إعلان إنشاء حلف شمال الاطلنطى.
الدول الأعضاء: الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، بلجيكا، كندا، جمهورية التشيك، بلغاريا، ألبانيا، كروتيا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، أستونيا، اليونان، أيسلندا، هنغريا، إيطاليا، لاتفيا، لوكسمبورج، ليتوانيا، الجبل الأسود، هولندا، مقدونيا الشمالية، النرويج، البرتغال، رومانيا، بولندا، سلوفاكيا، تركيا، أسبانيا وسلوفينيا .
حلف وارسو the Warsaw pact :
نشأ حلف وارسو في 14 مايو1955 بين الاتحاد السوفيتي سابقا ودول أوروبا الشرقية، كنوع من التحالف السياسي والعسكري في مواجهة حلف شمال الأطلنطي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
قام الأتحاد السوفيتي بإقامة علاقات ثنائية مع دول أوروبا الشرقية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ودفع انضمام دولة ألمانيا الغربية سابقا إلى حلف شمال الأطلنطى، الاتحاد السوفيتي إلى إنشاء حلف وارسو لسببين:
أولا: تقويض ألمانيا الغربية.
ثانيا: التفاوض مع حلف شمال الأطلنطى كشريك متساوي في السياسة الدولية.
الدول الأعضاء: الأتحاد السوفيتي، بولندا، رومانيا، بلغاريا، تشيكوسلوفاكيا، ألبانيا، المجر وألمانيا الشرقية.
في الثمانينات من القرن العشرين، واجه حلف وارسو مشاكل متعلقة بالأزمات الأقتصادية التي واجهت دول أوروبا الشرقية و الأتحاد السوفيتي.
وفي سبتمبر 1990، أعلنت ألمانيا الشرقية إنسحابها من الحلف بهدف إعادة توحيد ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية. وتفكك حلف وارسو رسميا بعد سقوط الأتحاد السوفيتي وتفككه في 1991، عقب إنتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي ، وإنفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالزعامة الدولية.
حلف بغداد (حلف المعاهدة المركزية) CENTO pact:
نشأ حلف بغداد في 24 فبراير 1955، عندما وقعت كل من العراق وتركيا على ميثاق تعاون مشترك فيما بينهم، وإنضم إلى الحلف كل من بريطانيا، إيران وباكستان. إنسحبت العراق رسميا من الحلف بعد إندلاع ثورة 1958 وتوقفت عن المشاركة في أنشطة الحلف، وترتب على ذلك نقل مقر الحلف من بغداد في العراق إلى أنقرة بتركيا، وتغيير أسم الحلف من حلف بغداد إلى حلف المعاهدة المركزية في 1959.
حلف جنوب شرق آسيا The Southeast Asia Treaty Organization (SEATO):
تم إنشاء حلف جنوب شرق آسيا في عام 1955، خلال الحرب الباردة، كحلف عسكري للدفاع والتصدي للمد الشيوعي في دول جنوب شرق آسيا. ويعرف الحلف أيضا باسم ميثاق مانيلا، نظرا لأنه وقع في مدينة مانيلا في 1954.
نشأ حلف جنوب شرق آسيا كنتيجة مباشرة لإنتصار الشيوعية في الحرب الأهلية الصينية و إنشاء دولة الصين الشعبية .
الدول الأعضاء: أستراليا، فرنسا، نيوزيلندا، باكستان، الفلبين، تايلاند، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
توجد في الدول الأعضاء، ثلاث دول فقط تقع في جنوب شرق أسيا، أما باقي الأعضاء فيقعوا في أماكن متفرقة حول العالم و كل من تلك الدول أنضم إلى الحلف لتحقيق أهداف ومصالح له في المنطقة. فالولايات المتحدة الأمريكية أنضمت إلى الحلف لأنها رأت أن منطقة جنوب شرق آسيا تعتبر منطقة حاسمة في تطبيق سياسة الأحتواء في حربها ضد الشيوعية . في حين أنضمت كل من المملكة المتحدة و فرنسا بسبب أهتمامهم بالتطورات في منطقة الهند الصينية الكبرى. وأنضمت كل من أستراليا ونيوزيلندا بسبب أهمية موقع جنوب شرق آسيا على المحيط الهادئ. وبسبب أزدياد المد الشيوعي في فيتنام كوسيلة للتخلص من الأستعمار الفرنسي، تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً في فيتنام.
وكنتيجة مباشرة لهذا التدخل بدأت الدول الأعضاء بالأنسحاب من الحلف في بداية السبعينيات من القرن العشرين، و عقب أنتهاء حرب فيتنام 1975، وبسبب أختفاء السبب الأساسي لتكوين الحلف، تفكك الحلف رسميا في 1977.
حلف الريو( معاهدة المساعدة المتبادلة بين الدول الأمريكية) Rio pact :
تم أنشأ حلف الريو عام 1947 ويعد أقدم حلف تم إنشاءه عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم توقيع معاهدة حلف الريو في مدينة ريو دى جينيرو في البرازيل وحمل الحلف أسمها.
كان الهدف الأساسي وراء تأسيس حلف الريو هو تعزيز الروابط بين دول القارة الأمريكية الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، وأعتبر الحلف أن أي هجوم على أي دولة من دول القارة الأمريكية هو هجوم على كل دول الحلف.
الدول الأعضاء: الولايات المتحدة الأمريكية، الأرجنتين، البرازيل، التشيلي، كولومبيا، بوليفيا، كوبا، كوستاريكا، المكسيك، بنما، البيرو، الإكوادور، السلفادور، جمهورية الدومينيكان، غواتيمالا، هايتي، بروجواي، هندوراس، توباغو، أورغواي، فينزويلا، نيكارغوا، بارابادوس و ترينيداد.
وكانت للولايات المتحدة الأمريكية هدف أساسي من الانضمام إلى الحلف وهو بسط وتوسيع نفوذها في داخل القارة الأمريكية الجنوبية خصوصاً بعد تحررها من الاستعمار البريطاني لفرض و تعزيز نفوذها كقوة عالمية.
الأتحاد السوفيتي الصيني:
أدى أنتصار الشيوعية في الصين بمساعدة الأتحاد السوفيتي وأعلان قيام دولة الصين الشعبية في 1949، بالإضافة إلى التوافق الإيدولوجي بين الأتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية إلى توقيع معاهدة إنشاء حلف الإتحاد السوفيتي الصيني في عام 1950، وأطلق عليها (معاهدة الصداقة والتحالف والمساعدة المتبادلة بين إتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفيتية وجمهورية الشعب الصينية) لمدة 30 عام.
وكان الهدف الأساسي من تكوين الحلف هو الوقوف ضد عدو مشترك للدولتين في أثناء الحرب الباردة، للحيلولة دون فرض سيطرة اليابان وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية على شرق آسيا.
ولكن في عام 1960 ظهر إلى العلن الخلاف السوفيتي الصيني بشكل رسمي، حينما نشرت جمهورية الصين الشعبية مقال تحيا اللينينية والذى كان بمثابة انتقاد ورفض لخطاب الرئيس السوفيتي (خروتشوف) في عام 1956 الذي ألقاه أمام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي.
وفي عام 1963 ظهر بوضوح تحسن العلاقات الصينية اليابانية خاصةً عندما أعلن ماو دعم اليابان لاستعادة جزر الكيربي اليابانية من الأحتلال السوفيتي عليها.
وفي عام 1971، عندما أشتعلت الحرب بين الهند وباكستان، وقفت كل من دول الحلف مع أحد الطرفين، حيث دعم الأتحاد السوفيتي الهند في حين دعمت الصين باكستان وبذلك انتهى الحلف دون إعلان رسمي بذلك.
إسماعيل صبري مقلد (2018): "العلاقات السياسية الدولية: النظرية و الواقع، المكتبة الاكاديمية"، القاهرة، الطبعة 1.
إسماعيل صبري مقلد(1991): العلاقات السياسية الدولية: دراسة في الأصول و النظريات، المكتبة الاكاديمية، القاهرة، الطبعة 5.
عبد العزيز محمد سرحان (1987): التطبيقات العملية لقواعد القانون الدولي العام، القاهرة، الجزء الأول.
محمد طلعت الغنيمي ( 1974): التنظيم الدولي، منشأة المعارف، الأسكندرية، الطبعة 1.
محمد عزبز سكري، مصطفى ناصف (1978): الأحلاف والتكتلات في السياسة العالمية، سلسلة عالم المعارف، المجلس الوطنى للثقافة و الفنون و الأداب، الكويت، العدد 7.
نجاح الريس (2019)،"قضايا دولية معاصرة"، دار الكتاب الجامعي، الطبعة1.
هشام محمد سعيد، (2013): الأحلاف العسكرية والسياسية المعاصرة و الأثار المترتبة عليها، دار اليسر، القاهرة، المجلد الأول، الطبعة1.
أيمن الدسوقي ( 2016): الأحــــــلاف والمحـــــاور والمعســكــــرات في الشـــــــــــــــــرق الأوســـــط، مجلة درع الوطن، المرات العربية المتحدة، العدد 532.
مرغني حيزوم بدر الدين (2014): دور الأحلاف العسكرية في حفظ الأمن الجماعي الدولي وفقا لميثاق الأمم المتحدة، مجلة العلوم القانونية والسياسية، كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الشهيد حمة لخضر، العدد 8.
جريدة المال، نماذج لبعض الاحلاف العسكرية العالمية (2015): جريدة المال.
Farrell, Brian (2011):"Southeast Asia Treaty Organization (SEATO)." The Encyclopedia of War
George Liska (1968): Nations in Alliance. The Limits of Interdependence, paperback edition, Baltimore.
Stephen M. Walt (1978): “The Origins of Alliances”, Ithaca and London: Cornell University Press.
COLONEL PATRICK T. WARREN (2010): “Alliance History and the Future NATO: What the Last 500 Years of Alliance Behavior Tells Us about NATO’s Path Forward”, 21st CENTURY DEFENSE INITIATIVE, Foreign policy at Brookings.
Duffy, A. E. P. (1967): "The Present Viability of NATO, SEATO, and CENTO." The ANNALS of the American Academy of Political and Social Science 372, no. 1.
Louise Fawcett (2009): Alliances, oxford public international law, oxford university press.
North Atlantic treaty organization (2020): “NATO MEMBER COUNTRIES”.
The department of state (1995): USA, office of Historian, “the Warsaw treaty organization”.
Charles zorgbibe: Histoire des relations imternationaly de 1945-1962, de la crise de Berlin a Cuba. Tom III. Plurial 1995, France.
ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.
